تصدرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردن المشهد العالمي، بعدما خلصت دراسة أمس الأول إلى أن النساء اللاتي يحكمن بلدانهن أنقذن الأرواح، بحسن وسرعة تصرفهن بوجه جائحة فايروس كورونا الجديد، خصوصاً جرأتهن على اتخاذ قرارات الإغلاق الكامل، وما يستتبعه من تدابير لاتقاء شر الجائحة. وذكرت دراسة أجراها فريق من علماء جامعة ليفربول في إنجلترا أن النساء القائدات حققن نتائج أفضل بكثير مما حققه الرجال الذين يحكمون بلدانهم. وتزامنت تلك المعطيات مع تزايد الانتقادات في بريطانيا لرئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي يتهمه كثيرون بالتباطؤ في اتخاذ قرار الإغلاق، مما كلف بريطانيا عشرات الآلاف من الوفيات. وكانت آردن وضعت بلادها قيد الإغلاق التام في 23 مارس الماضي. كما قررت إلغاء المنافسات الرياضية، وجميع الخدمات غير الأساسية. وفي 14 مارس الماضي اتخذت آردن قراراً بأن أي شخص يدخل أراضي البلاد يجب أن يعزل نفسه لمدة 14 يوماً. ووصفت ذلك بأنه أحد أشد التدابير الحدودية صرامة على مستوى العالم. وفي 19 مارس أصدرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية قراراً بمنع أي أجنبي من دخول البلاد. وقالت المشرفة على الدراسة البروفيسور سوبريا غريكيباتي إن الدراسة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن النساء الزعيمات كن أكثر سداداً من نظرائهن الرجال في التصدي للنازلة. وفي معظم الحالات اتخذن قرارات الإغلاق قبل الزعماء الذكور. وأشارت الدراسة إلى أن بعض القادة الرجال ارتكبوا أخطاء خطيرة. وذكرت بوجه التحديد تصريحات جونسون بأنه زار مستشفى في لندن وصافح المصابين بفايروس كوفيد-19. وانتهى الأمر بإصابته هو نفسه بالمرض، ما أدى لنقله إلى غرفة العناية الفائقة. وقالت البروفيسور غريكيباتي إن النساء القائدات لا يقبلن مطلقاً بالمخاطرة بأرواح الناس، لكنهن مستعدات أيضاً للمخاطرة بالإغلاق، على رغم معرفتهن بتأثيراته الاقتصادية المعروفة. وكان معظم الزعماء الغربيين ترددوا في اتخاذ قرار الإغلاق، خوفاً من تضرر الاقتصاد، غير عابئين بالوفيات المتزايدة الناجمة عن شدة تفشي الوباء في بلدانهم. وأشارت الدراسة إلى أنها أخضعت للبحث 19 دولة تقودها نساء، في مقابل 130 دولة يحكمها رجال. وبعد مقارنة دقيقة للأرقام، اتضح أن البلاد التي تحكمها سيدات حققت وفيات أقل عدداً، ونجحت إلى حد كبير في وقف تفشي الوباء.